Loading

 

الشخصية الإنسانية الربانية : وسطية بين الأنانية والرهبانية

يُبـيّـن هذا المقال أنّ المسلم إذا تحرّك بمعادلة الربانيّـة والإنسانيّـة؛ كان هو الإنسان النموذج والقدوة للبشرية المشرَئـبـّـة العنق تطلّعًا للدليل الثـقة الحجّة في طريق الحياة الحائرة بين الفلسفات والتصوّرات المتشعّبة الدّروب، وتلك هي وظيفته بمقتضى ميثاق الإيمان والطاعة لله ورسوله ولأولي الأمر من المؤمنين.

وهذا الإنسان يجب على الأمـّة المسلمة أن تنشئه تنشئة جديدة، وتبعثه بعد غياب عن الشهود الحضاري طال أمده؛ تنشئة الإنسان الشاهد في ظلّ أجواء التخلّف الذي يترنّح تحت أغلاله وآصاره، حيث يقتصر همّ المسلم في الغالب على البقاء على قيد الحياة، يواجه كل يوم تحدّيات لقمة العيش وشربة الماء وحبّة الدواء ونحوها، في حين كان ينبغي أن يتجاوز معركة البقاء الجثماني إلى خوض معركة أداء الرّسالة وإقامة الحضارة والوقوف موقف الشهود على الأمم والشعوب، والحلّ يتعدّى توفير مقوّمات الحياة إلى إعادة صياغة الإنسان إسلامياً حتى يسترجع الشخصية المسلوبة، والإنسانية الضائعة، وينجو من عوامل الخوف والقلق والسحق ليضع نفسه من جديد على طريق البناء والإصلاح.

وتميّز المسلم؛ هو تميُّز بالربانية والتزام الأخلاق في جميع أنشطة الإنسان والمجتمع، والسعي إلى التفوُّق المادّي مع السموِّ الروحي، وربط الدنيا بالآخِـرة، وليست الرفاهية المادية مثلَه الأعلى.


ويخلص المقال إلى أنّ المسلم الذي يُخرجه كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ، جامعًا بين الربانية والإنسانية، صالحًا مصلحًا، نافعًا في الدنيا مفلحًا في الآخرة، مجاهدًا لنفسه شاهدًا على غيره، لكن إذا أصيبت معادلة الربانية والإنسانية بخلل ما انعكس ذلك سلبًا على المسلم ومشروعه كلّه، فلا مكان لرهبانيّـة باسم الربّانيـة، ولا مكان لعلمانية باسم الإنسانية؛ لأنّ المعادلة الشرعية المُحكَمة تتيح التماس الإيجابيّات والمحاسن على كلّ المستويات في انسجام متوازن يحصّن من التبعيض والتشتّت سواء في التصوّر، أو التكوين، أو السلوك بالنسبة للفرد والمجتمع.

 



لتحميل المادة اضغط على الرابط أدناه ..

المرفقاتSize
الشخصية الإنسانية الربانية : وسطية بين الأنانية والرهبانية976.27 KB

Maintained by: e-Daiyah Group (1429 H - 2008).